[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] نشرت صحيفة " روسيسكايا غازيتا " يوم الاربعاء 25 نوفمبر/تشرين الثاني مقالا حول هذا الموضوع بقلم فلاديسلاف فوروبيوف جاء فيه :
استدعى الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الثلاثاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني الى البيت الابيض مستشاريه المقربين ليطرح عليهم سؤالا واحدا فقط :ومع ذلك مالعمل في افغانستان؟ و اعتمادا على تصريحات روبرت غيبس المتحدث الرسمي باسم البيت الابيض لن يكون هناك جواب، وهذا ما ازعج الكثيرين في البنتاغون.
قبل بضع ساعات من بداية هذا الاجتماع وهو التاسع خلال 10 اشهر لدراسة استراتيجية الولايات المتحدة الامريكية في افغانستان اعلنت معظم القنوات التلفزيونية العالمية ان اوباما سيعطي الامر بارسال عشرات الاف من الحراب الامريكية الى افغانستان لمقاتلة طالبان.
وفعلا يسود تفكير في واشنطن بمثل هذا التطور للاحداث ولا يخفون ذلك، خاصة وان جنرالات الناتو المسؤولين عما يجري في افغانستان سبق وان حذروا ادارة اوباما وبروكسل وغيرها من العواصم الاوربية بانه بدون ذلك يمكن خسارة الحرب امام طالبان.
وطبعا هناك فرق بين التحليل وبين اعطاء مثل هذا الامر، اي ان تصبح مسؤولا عن خسائر جديدة في القوى البشرية التي لاشك بحدوثها اذا اخذنا ازدياد الهجمات الشرسة لطالبان بعين الاعتبار. وليس هناك من يضمن من ان عدة الاف من الحراب ستكون الدواء الشافي ( للورم السرطاني ) الافغاني.
واكثر من هذا فان معظم الخبراء يعتقدون بانه بالموازاة مع ارسال القوات لمساندة قوات الناتو المرابطة في افغانستان يجب بجدية التفرغ الى بعث النظام السياسي والاقتصادي في افغانستان فبدون ذلك سيبقى الافغان يجددون صفوف طالبان باستمرار لان مصدر رزقهم الوحيد هو الحرب وتجارة المخدرات.
وتتفق الخارجية الروسية مع هذا الرأي حيث صرح بذلك سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي خلال لقائه الاخير بهيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الامريكية حيث قال " لدينا اقتراحات سبق وان قدمناها الى الجانب الافغاني والى شركائنا الامريكان حول قيام الاطراف الثلاثة بتنفيذ مشاريع للبنية التحتية في افغانستان ومن ضمنها ترميم واعادة تشغيل نفق ( سالانغ ) الاستراتيجي لاهميته في الاتجاه الشمالي وتبقى هذه المقترحات مطروحة على طاولة المفاوضات".
وهاهو اوباما يستدعي مستشاريه من جديد بحثا عن الجواب. انه يريد ان يخرج من المأزق الذي يشبه الطريق المسدود. ولقد حضر الى البيت الابيض نائب الرئيس الامريكي جوزف بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلنتون ووزير الدفاع روبرت غيتس فعلى احد طرفي الميزان ازدياد مقاومة طالبان وعلى الطرف الثاني عدم وجود خطة محددة لتقديم مساعدات سياسية واقتصادية لافغانستان وبدون ذلك سيكون ارسال الاف الجنود الى الجحيم الافغاني عملية غير عقلانية. وبالنتيجة انتهت الجلسة التاسعة للمشاورات كسابقاتها الثمانية اي عمليا بدون قرار. فاوباما لم يصدر الامر الذي ينتظره البنتاغون. وامتنع روبرت غيبس اعلان متى سيتخذ القرار بخصوص الاستراتيجية في افغانستان.